قالت مسؤولة في الأمم المتحدة إن الحرب التي اندلعت دون سابق إنذار حولت منازل السودانيين التي كانت تنعم بالسلام إلى مقابر، منبهة إلى أن أزمة إنسانية تفوق التصور تتكشف فصولها في السودان، بعيدا عن أعين العالم وعناوين الأخبار.
وزارت دومينيك هايد، مديرة قسم العلاقات الخارجية لدى مفوضية شؤون اللاجئين السودان مؤخرا، وتحدثت للصحفيين اليوم الثلاثاء في جنيف، حيث قدمت إيجازا حول الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.
وحذرت من أن القتال الذي يتزايد نطاقه ووحشيته، يؤثر على شعب السودان، “والعالم صامت بشكل فاضح، على الرغم من استمرار انتهاكات القانون الدولي الإنساني مع الإفلات من العقاب”.
وقالت دومينيك هايد إن “من المخزي أن الفظائع التي ارتكبت قبل 20 عاما في دارفور يمكن أن تتكرر اليوم مرة أخرى في ظل عدم إيلاء الاهتمام الكافي”.
ونتيجة لذلك، اضطر ما يقرب من ستة ملايين شخص إلى ترك منازلهم- فر أكثر من مليون شخص منهم إلى بلدان مجاورة يعاني بعضها من الهشاشة. وتمثل النساء والأطفال الغالبية العظمى من هؤلاء النازحين.
وأفادت دومينيك هايد بحدوث مزيد من حالات النزوح بسبب النزاع الذي اندلع مؤخرا في دارفور، حيث يعاني الآلاف في سبيل البحث عن المأوى، وينام الكثيرون تحت الأشجار على قارعة الطرقات.
وأعربت عن قلق بالغ إزاء عدم تمكن هؤلاء الأشخاص من الوصول إلى الاحتياجات الضرورية الأساسية مثل الغذاء والمأوى ومياه الشرب النظيفة.
وقالت مسؤولة المفوضية إنها زارت ولاية النيل الأبيض في السودان الأسبوع الماضي، حيث يعيش نحو أكثر من 433 ألف نازح داخليا. وكانت هذه الولاية تستضيف نحو 300 ألف لاجئ – أغلبهم من جنوب السودان – في 10 مخيمات.
وقالت دومينيك هايد إنها زارت مدينة الرنك الحدودية مع جنوب السودان، خلال الأسبوع الماضي، وقضت أسبوعا هناك، مشيرة إلى أن هذه المدينة شهدت ارتفاعا حادا في أعداد اللاجئين الواصلين إليها.
وخلال فترة الأسبوع الذي قضته في المدينة، قالت المسؤولة الأممية إن أكثر من 20 ألف شخص عبروا الحدود إليها من السودان، وبعضهم من اللاجئين جنوب السودانيين العائدين إلى ديارهم.
وقالت إن مركز الإيواء المؤقت – الذي أنشئ لاستقبال 3,000 شخص – يستضيف حاليا نحو 20 ألف شخص أغلبهم لاجئون من السودان.
وأضافت دومينيك هايد أن الأرقام مهولة، مشيرة إلى عبور أكثر من 362 ألف شخص الحدود إلى جنوب السودان منذ بدء الصراع في السودان.